RSS

Friday, May 2, 2008

ستدوس الموسيقى


تغمض البنت عينيها في الشرفة
وتمد ذراعيها
الولد يشب على قدميه
ويمد ذراعيه
في الشرفة المقابلة

تتبقى مسافة
تقطّع خيوطها الوهمية
العصافيرُ العابرة.

*

مكان نقط الماء الساقطة
من الثوب النسائي
المعلق في الشرفة العلوية
نبتت شجيرة.

*

حين تنفض قميص نومها
تمتلئ الحجرة بفراشات بيضاء.

*

على المقهى
، في وقتين مختلفين تمامًا،
يجلس عاشقان مختصمان
يقبّلان بعضهما
عبر كوب شاي وحيد.

*

يظل واقفًا يحدق فيها
وهي جالسة على مقعد الباصِ
تنزل في محطتها ويظل واقفًا
يتعجب للرجل الذي يصعد
ويجلس فوق ركبتيها.

*

مشبك في الشرفة
يمنع ثوب امرأة وحيدة
من أن يطير
لجلباب رجل وحيد.

*

حينما يسيل الماء من الكوب
، وهي تصبُّه ساهمة،
يرسم على الأرضِ
طريقين متباعدين.

*

يضع طبقًا أمامه
وطبقًا أمام الكرسي الخاوي
في المواجهة
وحين يفرغ من طعامه يقول:
لماذا لم تأكلي يا حبيبتي؟
حقيبة اليد البنية سآتيكِ بها غدًا.

*

ولو.
في البلاعات
سيمتزج ماء حموم
امرأة وحيدة
بماء حمومِ
رجل
وحيد.

*

مصباح كهربي
يرمي ضوءه على جسد امرأة عريانة
ينقطع التيار عن الحي
ويظل مضاء
لذا:
الدولاب لا يكسره عند نقل الأثاث.

*

لما تخلع ملابسها
وتقف عارية
يجلس القط على الكومودينو
محدّقًا فيها
وحين تأتي قطة الجيران
يحاول
، بأسنانه،
خلع جلدها.

*

حينما ينطفئ المصباح فجأة
تقول لها أمها:
، التي نهرتها مرارًا،
عرِّي ساقيك
لنهتدي لمكان الثقاب.

*

كل أم تجهز أدوات المطبخ
لابنتها التي يبرز لها نهدان

تشتري أطباقًا مشروخة
، هذه السيدة،
لابنتها التي فقدت عذريتها.

*

عند الوداع
تتشبث كفه بكفها
بالتأكيد سيتقابلان ثانية
ليسترد كل منهما
أصابعه.

*

لا عليك يا حبيبتي
حين تمطر
سيسبح منزلنا
ويستقر جوار منزلكم تمامًا.

*

حينما يضمها بعد غيبة
يلتحم شعره بشعرها
يسيران
، مبتسمين،
في الطرقات
وكل منزل يرشق لهما زهرة بيضاء

يغيم وجه النهار و يقول:
هذا الليل الصغير
لماذا يتعدى على وقتي
أسحقه بقدميّ؟

*

يقول للبلاب:
الماء في يدي
صف لي
، أولاً،
ما تراه في الشقة العليا.

*

حينما يلوِّح الولد في الليل
وتقفز البنت من شرفتها
تصير تنورتها البنفسجية مظلة
تنزلها برفق أمامه.

*

الفراشات البيضاء
سيصنعن ثوب زفافك

ينسحبن
فراشة
فراشة
ويتركنك عارية لي.

*

هل تآمرن ضدك.. زميلاتك الحوريات؟

أنا قروي شديد الغيرة
ما اسم الملاك الذي غازلك
وأنت تجمعين الرمان؟

*

انحسري عن سريري
، كما تشائين،
أيتها الملاءات
واتسخي
، أنت أيضًا،
أيتها الآنية
لن آتيكن بالمرأة
التي اتفقتن معها عليَّ.

وأنت أيتها الكراسي الشبقة:
تدخلين في الفوضى
لترتِّبكِ امرأة.

*

العجوز الوحيد يحرك ذراعه
، كل ليلة،
على سريره
ليتأكد من وجود امرأته
وحين يصطدم بجسدها
يعود للنوم مبتسمًا.

*

يقول العجوز للبنت:
لي طاقم أسنان
أخلعه حين أقبّلكِ
فلا أجرح شفتيك.

*

يختبئ العجوز من امرأته خلف الأريكة
فتناديه قائلةً:
سأحممك ولا أقرب الصابون
من عينيك.

*

يلف العجوز جسده بملاءة بيضاء
يحشو فمه بالقطن
ويتمدد في البانيو.

*

لماذا كل واحد منا
حينما كان يضربه أبوه
، في هذه اللحظة بالضبط،
يكون ابن الجيران واقفًا
يلعق الحلوى؟.

*

نبرات صوتي كنبرات صوت أبي تمامًا
أحيانًا أطفئ سيجارتي في كفي
حين أتحدث فجأة.

*

انظروا لأخي الذي تقبّله أمي
أليس يشبهني تمامًا
ويمكن أن أغافلها
فتقبّلني أيضًا.


ديوان
’’امور منتهية اصلا’’
***
اللوحة
the arrangment
لــ
Karen Hollingsworth