لا شئ يعجبني
يقول مسافر في الباص-لا الراديو
ولا صحف الصباح ولا القلاع علي التلال
أريد أن ابكي
يقول السائق: انتظر الوصول إلى المحطة
وابكي وحدك ما استطعت
تقول سيدة : أنا أيضا أنا لا
شئ يعجبني دللت ابني علي قبري
فأعجبه ونام ولم يودعني
يقول الجامعي : ولا أنا لا شئ
يعجبني درست الاركيولوجيا دون أن أجد
الهوية في الحجارة هل أنا حقا أنا
ويقول جندي: أنا أيضا أنا لا
شئ يعجبني أحاصر دائما شبحاً
يحاصرني
يقول السائق العصبي ها نحن
اقتربنا من محطتنا الأخيرة فاستعدوا للنزول
فيصرخون نريد ما بعد المحطة
فأنطلق
أما أنا فأقول : أنزلني هنا
أنا مثلهم لا شئ يعجبني ولكن تعبت من السفر
محمود درويش